التعزية
111 - وتشرع تعزية أهل الميت [1]، وفيه حديثان :
الاول : عن قرة آلمزني رضي الله عنه قال : " كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس ، يجلس إليه نفر من أصحابه،وفيهم رجل له ابن صغير ، يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه ، ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : تحبه ؟ فقال : يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ! ) ، فهلك ، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة ، لذكر ابنه ، فحزن عليه ، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : مالي لا أري فلانا ؟ فقالوا :يا رسول الله بنية الذي رأيته هلك ، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم : فسأله عن بنيه ؟ فأخبره بأنه هلك ، فعزاه عليه ، ثم قال يا فلان ؟ أيما كان أحب إليك :أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلى وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك ؟ قال :يا نبي الله ! بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها إلى ، لهو أحب إلى ، قال : فذلك لك ، ( فقال رجل ( من الانصار ) : يا رسول الله ( جعلني الله فداءك ة أله خاصة أو لكلنا ؟ قال : بل لكلكم ) " .أخرجه النسائي (1/296) والسياق له ، وابن حبان في " صحيحه " ، والحاكم (1/384) وأحمد (5/35) وقال الحاكم : " صحيح الاسناد " ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
وأخرج النسائي أيضا (1/264) نحوه ،وكذا البيهقي (4/59و60) إلا أنه لم يسبق أوله بتمامه،وعنده الزيادات كلها إلى الاولى . وللحديث شاهد في " المجمع " (3/10) .
الثاني : عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عزي أخاه المؤمن في مصبته كساه الله حلة خضراء يجبرها بها يوم القيامة ، قيل : يا رسول الله ما يجبر ؟ قال : يغبط " .أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (7/397) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15/91/1) . وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مقطوعا .
أخرجه ابن أبي سيبة في " المصنف " (4/164) ، وهو حديث حسن بمجموع الطريقين كما بيته في " إرواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل " رقم (756) .
واعلم أن الاستدلال بهذين الحديثين - لا سيما الاول منهما -على التعزية أولى من الاستدلال عليها بحديث : " من عزى مصابا فله مثل أجره "،وإن جرى عليه جماهير المصنفين ، لانه حديث ضعيف من جميع طرقه كما بينه النووي في " المجموع "(5/305) والعسقلاني في " التلخيص "(5/251)وفي " إرواء الغليل " (رقم757).
112 -ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم،ويكف من حزنهم ،ويحملهم على الرضا والصبر ، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، إن كان يعلمه ويستحضره ، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع ، وفي ذلك أحاديث :
الاول : عن أسامة بن زيد قال : " أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ، بناته : أن صبيا لها ، أبنا أو ابنة ،( وفي رواية :أميمة بنت زينب) [2]قد احتضرت، فاشهدنا ،قال فأرسل إليها يقرأها السلام ويقول :" إن لله ما أخذ ، و ( لله ) ما أعطي ، وكل شئ عنده إلى أجل مسمى فالتصبر ، ولتحتسب " .
فأرسلت تقسم عليه ( ليأتينها ) ، فقام،وقمنا ، فرفع الصبي إلى حجر - أو في حجر - رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونفسه تقعقع ( كأنها في شنة ) وفي القوم سعد بن عبادة ،(ومعاذ بن جبل وأبي ( بن كعب ) أحسب ( وزيد بن ثابت،ورجال ) ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله ( وقد نهيت عن البكاء ) ؟ قال إنما ) هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " .أخرجه البخاري (3/120-122) ومسلم (3/39) وأبو داود (2/58) والنسائي (1/263)وابن ماجه (1/280) والبيهقي (4/65-68-69) وأحمد (5/204-206- 207) والسياق له وكذا الرواية الثانية ، والزيادة الاولى والسابعة والثامنة ، وهي جميعا عند البيهقي ،والزيادة الثانية للشيخين والنسائي والبيهقي والثالثة لهم ، وكذا الرابعة والخامسة جميعا إلا مسلما ، والسادسة للبخاري والنسائي .
قلت : وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص ، ولهذا قال النووي في " الاذكار " وغيره : " وهذا الحديث أحسن ما يعزي به " .
الثاني : عن بريدة بن الحصيب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد الانصار ، ويعودهم ، ويسأل عنهم ، فبلغه عن امرأة من الانصار مات ابنها وليس لها غيره وأنها جزعت عليه جزعا شديدا ، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم ( ومعه أصحابه ، فلما بلغ باب المرإة ، قيل للمرأة : إن نبي الله يريد أن يدخل ، يعزيها ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك ، فأمرها بتقوى الله وبالصبر ، فقالت : يا رسول الله ( مالي لا أجزع و ) أني امرأة رقوب لا ألاد ،ولم يكن لي غيره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرقوب : الذي يبقى ولدها ،ثم قال: مامن امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد[ يحتسبهم] إلا أدخله الله : بهم الجنة،فقال عمر [ وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم ]: بأبي أنت وأمي واثنين ؟ قال:وأثنين ) .أخرجه الحاكم (1/384) وقال صحيح الاسناد )،ووافقه الذهبي .
قالت : بل هو على شرط مسلم فان رجاله كلهم رجال صحيحه ، لكن أحدهم فيه ضعف من قبل حفظه . لكن لا ينزل حديثه هذا عن رتبه الحسن .
والحديث أورده الهيثمي في (المجمع) (3/بنحوه والزيادات منه وقالرواه البزار ورجاله رجال الصحيح).
الثالث :قوله صلى الله عليه وسلم حينما دخل على أم سلمة رضي الله عنها عقب موت أبي سلمة اللهم اغفر لابي سلمة،وارفع درجته في المهديين ،واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه ) أخرجه مسلم وغيره ، وقد مضى بتمامه في المسألة (17) (ص 12) .
الرابع : قوله صلى الله عليه وسلم في تعزيته عبد الله بن جعفر في أبيه اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرات ).أخرجه أحمد بسند صحيح في أثناء حديث يأتي بتمامه في المسألة التالية [3].
113 - ولا تحد التعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها ،بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عزى بعد الثلاثة في حديث عبد الله بن جعفر رضي الله ثعالى عنهما قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة وقال : فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر ، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة ، فلقوا العدو ، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ، ثم أخدها عبد الله فقاتل حتى قتل،ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن اخوانكم لقوا العدو ، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل واستشهد ، ثم... ثم... ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، فأمهل ، ئم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ، ثم أتاهم فقال : لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، ادعوا لي ابني أخي ، قال : فجئ بنا كأنا أفرخ ، فقال : ادعو لي الحلاق ، فجيئ بالحلاق ، فحلق رؤوسنا ثم قال : أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب . وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي ، ثم أخذ بيدي فأشالها فقال : اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرات . قال : فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا،وجعلت تفرح [4] له ،فقال : العيلة تخافين عليهم وأما وليهم في الدنيا والاخرة!؟) .أخرجه أحمد (رقم 1750) بإسناد صحيح على شرط مسلم ، ومن طريقة الحاكم (3/ 298) قطعة منه،وروى أبو داود والنسائي منه قصة الامهال ثلاثا مع الحلق،وتقدم بعضه في المسألة (18) (ص21) ، وقال الحاكم : ( صحيح الاسناد ) ، ووافقه الذهبي .
وللحديث شاهد ذكره في المسند (3/467) وفيه ضعف .
وقد ذهب إلى ما ذكرنا من أن التعزية لا تحد بحد جماعة من أصحاب الامام أحمد كما في (الانصاف ) (2/ 564) وهو وجه في المذهب الشافعي ، قالوا : لان الغرض الدعاء والحمل على الصبر والنهي عن الجزع ، وذلك يحصل مع طول الزمان . حكاه إمام الحرمين وبه قطع أبو العباس ابن القاص من أئمتهم ، وإن أنكره عليه بعضهم فإنما ذلك من طريق المعروف من المذهب لا الدليل . انظر ( المجموع ) (5/306) .
114 - وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما :
أ - الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد .
ب - اتخاذ أهل ، الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء .
وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال : ( كنا نعد ( وفي رواية : نرى ) [5] الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ) .أخرجه أحمد (رقم 6905) وابن ماجه (1/490) والرواية الاخرى له وإسناده صحيح على شرط الشيخين في ، وصححه النووي (5/320) والبوصيري في (الزوائد)
115-وإنما السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لاهل الميت طعاما يشبعهم، لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لال جعفر طعاما ،فقد أتاهم أمر يشغلهم،أو أتاهم ما يشغلهم). أخرجه أبو داود (2/59) والترمذي (2/134) وحسنه وابن ماجه (1/490) ، وكذا الشافعي في ( الام ) (1/ 247) والدار قطني (194،197) والحاكم (1/372) والبيهقي (4/61) وأحمد (1/175) وقال الحاكم : ( صحيح الاسناد ) . ووافقه الذهبي .
وصححه ابن السكن أيضا ، كما في ( التلخيص ) (5/253) ، وهو عندي حديث حسن كما قال الترمذي ، فإن له شاهدا من حديث أسماء بنت عميس ، وقد بينت ذلك في ( التعليقات الجياد ) .
وقد ( كانت عائشة تأمر بالتلبين للمريض ، وللمحزون على الهالك،وتقول:إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن التلبينة تجم [6]فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن ).أخرجه البخاري(10/119-120) واللفظ له ومسلم(7/26) والبيهقي(4/61) وأحمد (6/155) [7].
116 -ويستحب مسح رأس اليتيم وإكرامه، لحديث عبد الله بن جعفر قاللو رأيتني وقثم وعبيد الله بن عباس ونحن صبيان نلعب ،إذ مر النبي صلى الله عليه وسلم على دابة فقال : إرفعوا هذا إلي، قال فحملني أمامه ، وقال : لقثم : ارفعوا هذا إلي، فحمله وراءه ، وكان عبيد الله أحب ألى عباس من قثم ، فما استحى من عمه أن حمل قثما وتركه ، قال :ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح : اللهم اخلف جعفرا في ولده ، قال:قلت لعبد الله:ما فعل قثم ؟ قال ،: استشهد ، قال : قلت : الله أعلم ورسوله بالخير ، قال : أجل ) .أخرجه أحمد (1760) والسياق له والحاكم (1/372) والبيهقي (4/60) وإسناده حسن ، وقال الحاكم : ( صحيح ) ووافقه الذهبي .
ما ينتفع به الميت
117 - وينتفع ، الميت من عمل غيره بأمور :
أولا : دعاء المسلم له ،إذا توفرت فيه شروط القبول،لقول الله تبارك وتعالى :{ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنو ربنا إنك رؤوف رحيم } . [ سورة الحشر 10 ] .
وأما الاحاديث فهي كثيرة جدا ، وقد سبق بعضها ، ويأتي بعضها في زيارة القبور ، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، وأمره بذلك .ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوة المرء المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل ، كلما دعا لاخيه بخير ، قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) .أخرجه مسلم (8/86،87) والسياق له ، وأبو داود (1/240) وأحمد (6/452) من حديث أبي الدرداء . : بل ، إن صلاة الجنازة جلها شاهد لذلك ، لان غالبها دعاء للميت . واستغفار له ، كما تقدم بيانه .
ثانيا : قضاء ولي الميت صوم النذر عنه ، وفيه أحاديث :
الاول : عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام،صام عنه وليه ).أخرجه البخاري (4/156) ومسلم (3/155) وأبو داود (1/ 376) ، ومن طريقه البيهقي (6/279) والطحاوي في مشكل الاثار (3/140،141) وأحمد (6/69) .
الثاني : عن ابن عباس رضي الله عنه : ( أن امرأة ركبت البحر فنذرت.إن الله تبارك وتعالى أنجاها أن تصوم شهرا ، فأنجاها الله عز وجل ، فلم تصم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها [ إما أختها أو ابنتها ] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له،فقال : [ أرأيتك لو كان عليها دين كنت تقضينه ؟قالت : نعم . قال :فدين الله أحق أن يقضى]، [ فـ] اقض [ عن أمك ] ) . أخرجه أبو داود (2/81) والنسائي (2/143) والطحاوي (3/140) والبيهقي (4/255،256،10/85) والطيالسي (2630) وأحمد (1861،1970،3137،3224،3420) والسياق مع الزيادة الثانية له ، وإسناده [ صحيح على شرط الشيخين ، والزيادة الاولى لابي داود والبيهقي .
وأخرجه البخاري (4/158-159) ومسلم (3/156) والترمذي (2/42-43) وصححه،وابن ماجه (1/535) بنحوه ، وفيه عندهم جميعا الزيادة الثانية ، وعند مسلم الاخيرة .
الثالث : عنه أيضا . ( أن سعد بن عبادة رضي الله عنه استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:إن أمي ماتت وعليها نذر ؟ فقال : اقضه عنها ).أخرجه البخاري (5/400، 494) ومسلم (6/76) وأبو داود (2/81) والنسائي (2/130،144) والترمذي (2/375) وصححه البيهقي (4/256،6/ 278،10/85) والطيالسي (2717) وأحمد (1893،3049، 6/ 47) [8].
ثالثا : قضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو غيره ، وفيه أحاديث كثيرة سبق ذكر الكثير منها في المسألة ( 17 ) .
رابعا : ما يفعله الولد الصالح من الاعمال الصالحة ، فإن لوالديه مثل أجره ، دون أن ينقص من أجره شئ ، لان الولد من سعيهما وكسبهما ، والله عز وجل يقوله : { وأن ليس للانسان إلا ما سعى}، وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ( إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه ).أخرجه أبو داود (2/108) والنسائي (2/211) والترمذي (2/287) وحسنه،والدارمي ( 2/247) وابن ماجه (2/2-430) والحاكم (2/46) والطيالسي (1580) وأحمد (6/41،126،127،162،173،193،201،202،220) وقال الحاكم: ( صحيج على شرط الشيخين ) ، ووافقه الذهبي ، وهو خطأ من وجوه لا يتسع المجال يانها :
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو .
رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد (2/179،204،214) بسند حسن .
ويؤيد ما دلت عليه الاية والحديث ، أحاديث خاصة وردت في انتفاع الوالد بعمل ولده الصالح كالصدقة والصيام والعتق ونحوه ، وهي هذه :
الاول :عن عائشة رضي الله عنها.( أن رجلا قال:إن أمي افتلتت [9]نفسها[ ولم توص] ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها [ ولي أجر ] ؟ قال : نعم ، [ فتصدق عنها] ) .أخرجه البخاري (3/198،5/399-400) ومسلم (3/81،5/73) ومالك في (الموطأ ) (2/228) وأبو داود (2/15) والنسائي (2/129) وابن ماجه (2/160) والبيهقي (4/62،6/277-278) وأحمد (6/51) .
والسياق للبخاري في إحدى روايتيه ، والزيادة الاخيرة له في الرواية الاخرى ،وابن ماجه ، وله الزيادة الثانية ،ولمسلم الاولى .
الثاني :عن ابن عباس رضي الله عنه.( أن سعد بن عبادة-أخا بني ساعدة-توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت ،وأنا غائب عنها ،فهل ينفعها إن تصدقت بشئ عنها ؟قال :نعم ،قال :فإني أشهدك أن حائط المخراف [10]صدقة عليها) .أخرجه البخاري (5/297،301،307) وأبو داود (2/15) والنسائي (2/130) والترمذي (2/25) والبيهقي (6/278) وأحمد (3080-3504-3508) والسياق له
الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : نعم ) . أخرجه مسلم (5/73) والنسائي (2/129) وابن ماجه (2/160) والبيهقي (6/278) وأحمد (2/371 ) .
الرابع : عن عبد الله بن عمرو : ( أن العاص بن وائل السهمي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة ، فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة ، وأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية ، قال : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة ، وإن هشاما أعتق عنه خمسين ، وبقيت عليه خمسون ،أفأعتق عنه؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لو كان مسلما فأعتقتم أو تصدقتم عنه، أو حججتم عنه بلغه ذلك ،(وفي رواية): فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ) [11]. (أخرجه أبو داود في آخر(الوصايا)(2/15)والبيهقي(6/279)والسياق له،وأحمد(رقم 6704)والرواية الاخرى له،وإسنادهم حسن.
خامسا : ما خلفه من يعده من آثار صالحة وصدقات جارية ، لقوله تبارك وتعالى :{ ونكتب ما قدموا وآثارهم } ، وفيه أحاديث :
الاول :عن ابي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الانسان انقطع عنه عمله [12]إلا من ثلاثة [أشياء] ،إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح [13] يدعو له ).أخرجه مسلم (5/73)والسياق له والبخاري في(الادب المفرد) (ص وأبو داود (2/15) والنسائي (2/129) والطحاوي في ( المشكل ) (1/85) والبيهقي(6/278) وأحمد (2/372) ، والزيادة لابي داود والبيهقي .
الثاني :عن أبي قتادة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث : ولد صالح يدعو له ،وصدقة تجري يبلغه أجرها ،وعلم يعمل به من بعده ).أخرجه ابن ماجه (1/106)وابن حبان في ( صحيحه )(رقم 84،85) والطبراني في (المعجم الصغير) (ص79)وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1/15)وإسناده صحيح كما قال المنذري في (الترغيب)(1/58)
الثالث :عن أبي هريرة أيضا قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ،علما علمه ونشره .وولدا صالحا تركه ،ومصحفا ورثه ،أو مسجدا بناه ،أو بيتا لابن السبيل بناه ،أو نهرا أجراه ،أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ).أخرجه ابن ماجه ( 1/106) بإسناد حسن ، ورواه ابن خزيمة في ( صحيحه ) أيضا والبيهقي كما قال المنذري .
الرابع :عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار،فجاءه أقوام حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء،متقلدي السيوف ،[ وليس عليهم أزر ولا شئ غيرها ] عامتهم من مضر،بل كلهم من مضر ، فتمعر ( وفي رواية : فتغير - ومعناهما واحد ) وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل،ثم خرج،فأمر بلالا فأذن وصلى [ الظهر ، ثم صعد منبرا صغيرا ] ، ثم خطب [ فحمد الله وأثنى عليه ] فقال : [ أما بعد فإن الله أنزل في كتابه ] :{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ،وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام،إن الله كان عليكم رقيبا } ، والاية التي في ( الحشر ) : { ويا أيها الذين آمنوا }اتقوا الله ولتنظر ننسى ما قدمت لغد واتقوا الله ، إن الله خبير بما تعملون . { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون . لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ،أصحاب الجنة هم الفائزون } . تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة ] ، تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، [ من شعيره ] ، من صاع تمره ، حتى قال : [ ولا يحقرن أحدكم شيئا من الصدقة ] ،ولو بشق تمرة،[ فأبطؤوا حتى بان في وجهه الغضب ]،قال :فجاء رجل من الانصار بصرة [من ورق ( وفي رواية : من ذهب ) ] كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت [ فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره ] [ فقال : يا رسول الله هذه في سبيل الله ] ،[ فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، [قام أبو بكر فأعطى ،ثم قام عمر فأعطى،ثم قام المهاجرون والانصار فأعطوا]، ثم تتابع الناس [ في الصدقات ] ، [ فمن ذي دينار ، ومن ذي درهم ، ومن ذي ، ومن ذي ] حتى رأيت كومين من طعام وثياب،حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها ، و [مثل] أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ ، ومن سن سنة في الاسلام سيئة كان عليه وزرها.و[مثل] وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ، [ ثم تلى هذه الاية : { ونكتب ما قدموا وآثارهم}] ، [ قال : فقسمه بينهم ] ) .أخرجه مسلم (3/88،89،8/61،62) والنسائي (1/ 355،356) والدارمي(1/126،127) والطحاوي . في ( المشكل ) (1/93،97)والبيهقي (4/175،176) والطيالسي (670) وأحمد (4/357،358،359،360،361،362) وابن أبي حاتم أيضا في ( تفسيره ) ، كما في ابن كثير (3/565) والزيادة التي قبل الاخيرة له ، وإسنادها صحيح ، وللترمذي (3/377) وصححه وابن ماجه (1/90) الجملتان اللتان قبل الزيادة المشار إليها مع الزيادتين فيهما .
وأما الزيادة الاولى فهي للبيهقي ،وما بعدها إلى الرابعة له ولمسلم ، والخامسه حتى الثامنة للبيهقي ، وعند الطيالسي الخامسة ، والتاسعة للدارمي وأحمد ، ولمسلم نحوها وكذا الطيالسي وأحمد أيضا ، والعاشرة والثانية عشر والخامسة عشر والتاسعة عشر للبيهقي ، والحادية عشر والسابعة عشر للطحاوي وأحمد ، والرابعة عشر للطيالسي ، والسادسة عشر والسابعة عشر لمسلم والترمذي وأحمد وغيرهم . والرواية الثانية للنسائي والبيهقي : والثالثة للطحاوي وأحمد
________________________________________
111 - وتشرع تعزية أهل الميت [1]، وفيه حديثان :
الاول : عن قرة آلمزني رضي الله عنه قال : " كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس ، يجلس إليه نفر من أصحابه،وفيهم رجل له ابن صغير ، يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه ، ( فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : تحبه ؟ فقال : يا رسول الله أحبك الله كما أحبه ! ) ، فهلك ، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة ، لذكر ابنه ، فحزن عليه ، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : مالي لا أري فلانا ؟ فقالوا :يا رسول الله بنية الذي رأيته هلك ، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم : فسأله عن بنيه ؟ فأخبره بأنه هلك ، فعزاه عليه ، ثم قال يا فلان ؟ أيما كان أحب إليك :أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلى وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك ؟ قال :يا نبي الله ! بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها إلى ، لهو أحب إلى ، قال : فذلك لك ، ( فقال رجل ( من الانصار ) : يا رسول الله ( جعلني الله فداءك ة أله خاصة أو لكلنا ؟ قال : بل لكلكم ) " .أخرجه النسائي (1/296) والسياق له ، وابن حبان في " صحيحه " ، والحاكم (1/384) وأحمد (5/35) وقال الحاكم : " صحيح الاسناد " ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
وأخرج النسائي أيضا (1/264) نحوه ،وكذا البيهقي (4/59و60) إلا أنه لم يسبق أوله بتمامه،وعنده الزيادات كلها إلى الاولى . وللحديث شاهد في " المجمع " (3/10) .
الثاني : عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من عزي أخاه المؤمن في مصبته كساه الله حلة خضراء يجبرها بها يوم القيامة ، قيل : يا رسول الله ما يجبر ؟ قال : يغبط " .أخرجه الخطيب في " تاريخ بغداد " (7/397) وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (15/91/1) . وله شاهد عن طلحة بن عبيد الله بن كريز مقطوعا .
أخرجه ابن أبي سيبة في " المصنف " (4/164) ، وهو حديث حسن بمجموع الطريقين كما بيته في " إرواء الغليل في تخريج احاديث منار السبيل " رقم (756) .
واعلم أن الاستدلال بهذين الحديثين - لا سيما الاول منهما -على التعزية أولى من الاستدلال عليها بحديث : " من عزى مصابا فله مثل أجره "،وإن جرى عليه جماهير المصنفين ، لانه حديث ضعيف من جميع طرقه كما بينه النووي في " المجموع "(5/305) والعسقلاني في " التلخيص "(5/251)وفي " إرواء الغليل " (رقم757).
112 -ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم،ويكف من حزنهم ،ويحملهم على الرضا والصبر ، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، إن كان يعلمه ويستحضره ، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع ، وفي ذلك أحاديث :
الاول : عن أسامة بن زيد قال : " أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ، بناته : أن صبيا لها ، أبنا أو ابنة ،( وفي رواية :أميمة بنت زينب) [2]قد احتضرت، فاشهدنا ،قال فأرسل إليها يقرأها السلام ويقول :" إن لله ما أخذ ، و ( لله ) ما أعطي ، وكل شئ عنده إلى أجل مسمى فالتصبر ، ولتحتسب " .
فأرسلت تقسم عليه ( ليأتينها ) ، فقام،وقمنا ، فرفع الصبي إلى حجر - أو في حجر - رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونفسه تقعقع ( كأنها في شنة ) وفي القوم سعد بن عبادة ،(ومعاذ بن جبل وأبي ( بن كعب ) أحسب ( وزيد بن ثابت،ورجال ) ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله ( وقد نهيت عن البكاء ) ؟ قال إنما ) هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء " .أخرجه البخاري (3/120-122) ومسلم (3/39) وأبو داود (2/58) والنسائي (1/263)وابن ماجه (1/280) والبيهقي (4/65-68-69) وأحمد (5/204-206- 207) والسياق له وكذا الرواية الثانية ، والزيادة الاولى والسابعة والثامنة ، وهي جميعا عند البيهقي ،والزيادة الثانية للشيخين والنسائي والبيهقي والثالثة لهم ، وكذا الرابعة والخامسة جميعا إلا مسلما ، والسادسة للبخاري والنسائي .
قلت : وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص ، ولهذا قال النووي في " الاذكار " وغيره : " وهذا الحديث أحسن ما يعزي به " .
الثاني : عن بريدة بن الحصيب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد الانصار ، ويعودهم ، ويسأل عنهم ، فبلغه عن امرأة من الانصار مات ابنها وليس لها غيره وأنها جزعت عليه جزعا شديدا ، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم ( ومعه أصحابه ، فلما بلغ باب المرإة ، قيل للمرأة : إن نبي الله يريد أن يدخل ، يعزيها ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك ، فأمرها بتقوى الله وبالصبر ، فقالت : يا رسول الله ( مالي لا أجزع و ) أني امرأة رقوب لا ألاد ،ولم يكن لي غيره ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرقوب : الذي يبقى ولدها ،ثم قال: مامن امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد[ يحتسبهم] إلا أدخله الله : بهم الجنة،فقال عمر [ وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم ]: بأبي أنت وأمي واثنين ؟ قال:وأثنين ) .أخرجه الحاكم (1/384) وقال صحيح الاسناد )،ووافقه الذهبي .
قالت : بل هو على شرط مسلم فان رجاله كلهم رجال صحيحه ، لكن أحدهم فيه ضعف من قبل حفظه . لكن لا ينزل حديثه هذا عن رتبه الحسن .
والحديث أورده الهيثمي في (المجمع) (3/بنحوه والزيادات منه وقالرواه البزار ورجاله رجال الصحيح).
الثالث :قوله صلى الله عليه وسلم حينما دخل على أم سلمة رضي الله عنها عقب موت أبي سلمة اللهم اغفر لابي سلمة،وارفع درجته في المهديين ،واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه ) أخرجه مسلم وغيره ، وقد مضى بتمامه في المسألة (17) (ص 12) .
الرابع : قوله صلى الله عليه وسلم في تعزيته عبد الله بن جعفر في أبيه اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرات ).أخرجه أحمد بسند صحيح في أثناء حديث يأتي بتمامه في المسألة التالية [3].
113 - ولا تحد التعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها ،بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عزى بعد الثلاثة في حديث عبد الله بن جعفر رضي الله ثعالى عنهما قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة وقال : فإن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر ، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة ، فلقوا العدو ، فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل ، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل ، ثم أخدها عبد الله فقاتل حتى قتل،ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فخرج إلى الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : إن اخوانكم لقوا العدو ، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل واستشهد ، ثم... ثم... ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه ، فأمهل ، ئم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ، ثم أتاهم فقال : لا تبكوا على أخي بعد اليوم ، ادعوا لي ابني أخي ، قال : فجئ بنا كأنا أفرخ ، فقال : ادعو لي الحلاق ، فجيئ بالحلاق ، فحلق رؤوسنا ثم قال : أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب . وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي ، ثم أخذ بيدي فأشالها فقال : اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرات . قال : فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا،وجعلت تفرح [4] له ،فقال : العيلة تخافين عليهم وأما وليهم في الدنيا والاخرة!؟) .أخرجه أحمد (رقم 1750) بإسناد صحيح على شرط مسلم ، ومن طريقة الحاكم (3/ 298) قطعة منه،وروى أبو داود والنسائي منه قصة الامهال ثلاثا مع الحلق،وتقدم بعضه في المسألة (18) (ص21) ، وقال الحاكم : ( صحيح الاسناد ) ، ووافقه الذهبي .
وللحديث شاهد ذكره في المسند (3/467) وفيه ضعف .
وقد ذهب إلى ما ذكرنا من أن التعزية لا تحد بحد جماعة من أصحاب الامام أحمد كما في (الانصاف ) (2/ 564) وهو وجه في المذهب الشافعي ، قالوا : لان الغرض الدعاء والحمل على الصبر والنهي عن الجزع ، وذلك يحصل مع طول الزمان . حكاه إمام الحرمين وبه قطع أبو العباس ابن القاص من أئمتهم ، وإن أنكره عليه بعضهم فإنما ذلك من طريق المعروف من المذهب لا الدليل . انظر ( المجموع ) (5/306) .
114 - وينبغي اجتناب أمرين وإن تتابع الناس عليهما :
أ - الاجتماع للتعزية في مكان خاص كالدار أو المقبرة أو المسجد .
ب - اتخاذ أهل ، الميت الطعام لضيافة الواردين للعزاء .
وذلك لحديث جرير بن عبد الله البجلى رضي الله عنه قال : ( كنا نعد ( وفي رواية : نرى ) [5] الاجتماع إلى أهل الميت ، وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة ) .أخرجه أحمد (رقم 6905) وابن ماجه (1/490) والرواية الاخرى له وإسناده صحيح على شرط الشيخين في ، وصححه النووي (5/320) والبوصيري في (الزوائد)
115-وإنما السنة أن يصنع أقرباء الميت وجيرانه لاهل الميت طعاما يشبعهم، لحديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه قال لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم : اصنعوا لال جعفر طعاما ،فقد أتاهم أمر يشغلهم،أو أتاهم ما يشغلهم). أخرجه أبو داود (2/59) والترمذي (2/134) وحسنه وابن ماجه (1/490) ، وكذا الشافعي في ( الام ) (1/ 247) والدار قطني (194،197) والحاكم (1/372) والبيهقي (4/61) وأحمد (1/175) وقال الحاكم : ( صحيح الاسناد ) . ووافقه الذهبي .
وصححه ابن السكن أيضا ، كما في ( التلخيص ) (5/253) ، وهو عندي حديث حسن كما قال الترمذي ، فإن له شاهدا من حديث أسماء بنت عميس ، وقد بينت ذلك في ( التعليقات الجياد ) .
وقد ( كانت عائشة تأمر بالتلبين للمريض ، وللمحزون على الهالك،وتقول:إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن التلبينة تجم [6]فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن ).أخرجه البخاري(10/119-120) واللفظ له ومسلم(7/26) والبيهقي(4/61) وأحمد (6/155) [7].
116 -ويستحب مسح رأس اليتيم وإكرامه، لحديث عبد الله بن جعفر قاللو رأيتني وقثم وعبيد الله بن عباس ونحن صبيان نلعب ،إذ مر النبي صلى الله عليه وسلم على دابة فقال : إرفعوا هذا إلي، قال فحملني أمامه ، وقال : لقثم : ارفعوا هذا إلي، فحمله وراءه ، وكان عبيد الله أحب ألى عباس من قثم ، فما استحى من عمه أن حمل قثما وتركه ، قال :ثم مسح على رأسي ثلاثا، وقال كلما مسح : اللهم اخلف جعفرا في ولده ، قال:قلت لعبد الله:ما فعل قثم ؟ قال ،: استشهد ، قال : قلت : الله أعلم ورسوله بالخير ، قال : أجل ) .أخرجه أحمد (1760) والسياق له والحاكم (1/372) والبيهقي (4/60) وإسناده حسن ، وقال الحاكم : ( صحيح ) ووافقه الذهبي .
ما ينتفع به الميت
117 - وينتفع ، الميت من عمل غيره بأمور :
أولا : دعاء المسلم له ،إذا توفرت فيه شروط القبول،لقول الله تبارك وتعالى :{ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنو ربنا إنك رؤوف رحيم } . [ سورة الحشر 10 ] .
وأما الاحاديث فهي كثيرة جدا ، وقد سبق بعضها ، ويأتي بعضها في زيارة القبور ، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم ، وأمره بذلك .ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوة المرء المسلم لاخيه بظهر الغيب مستجابة ، عند رأسه ملك موكل ، كلما دعا لاخيه بخير ، قال الملك الموكل به : آمين ولك بمثل ) .أخرجه مسلم (8/86،87) والسياق له ، وأبو داود (1/240) وأحمد (6/452) من حديث أبي الدرداء . : بل ، إن صلاة الجنازة جلها شاهد لذلك ، لان غالبها دعاء للميت . واستغفار له ، كما تقدم بيانه .
ثانيا : قضاء ولي الميت صوم النذر عنه ، وفيه أحاديث :
الاول : عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام،صام عنه وليه ).أخرجه البخاري (4/156) ومسلم (3/155) وأبو داود (1/ 376) ، ومن طريقه البيهقي (6/279) والطحاوي في مشكل الاثار (3/140،141) وأحمد (6/69) .
الثاني : عن ابن عباس رضي الله عنه : ( أن امرأة ركبت البحر فنذرت.إن الله تبارك وتعالى أنجاها أن تصوم شهرا ، فأنجاها الله عز وجل ، فلم تصم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها [ إما أختها أو ابنتها ] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له،فقال : [ أرأيتك لو كان عليها دين كنت تقضينه ؟قالت : نعم . قال :فدين الله أحق أن يقضى]، [ فـ] اقض [ عن أمك ] ) . أخرجه أبو داود (2/81) والنسائي (2/143) والطحاوي (3/140) والبيهقي (4/255،256،10/85) والطيالسي (2630) وأحمد (1861،1970،3137،3224،3420) والسياق مع الزيادة الثانية له ، وإسناده [ صحيح على شرط الشيخين ، والزيادة الاولى لابي داود والبيهقي .
وأخرجه البخاري (4/158-159) ومسلم (3/156) والترمذي (2/42-43) وصححه،وابن ماجه (1/535) بنحوه ، وفيه عندهم جميعا الزيادة الثانية ، وعند مسلم الاخيرة .
الثالث : عنه أيضا . ( أن سعد بن عبادة رضي الله عنه استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:إن أمي ماتت وعليها نذر ؟ فقال : اقضه عنها ).أخرجه البخاري (5/400، 494) ومسلم (6/76) وأبو داود (2/81) والنسائي (2/130،144) والترمذي (2/375) وصححه البيهقي (4/256،6/ 278،10/85) والطيالسي (2717) وأحمد (1893،3049، 6/ 47) [8].
ثالثا : قضاء الدين عنه من أي شخص وليا كان أو غيره ، وفيه أحاديث كثيرة سبق ذكر الكثير منها في المسألة ( 17 ) .
رابعا : ما يفعله الولد الصالح من الاعمال الصالحة ، فإن لوالديه مثل أجره ، دون أن ينقص من أجره شئ ، لان الولد من سعيهما وكسبهما ، والله عز وجل يقوله : { وأن ليس للانسان إلا ما سعى}، وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ( إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن ولده من كسبه ).أخرجه أبو داود (2/108) والنسائي (2/211) والترمذي (2/287) وحسنه،والدارمي ( 2/247) وابن ماجه (2/2-430) والحاكم (2/46) والطيالسي (1580) وأحمد (6/41،126،127،162،173،193،201،202،220) وقال الحاكم: ( صحيج على شرط الشيخين ) ، ووافقه الذهبي ، وهو خطأ من وجوه لا يتسع المجال يانها :
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو .
رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد (2/179،204،214) بسند حسن .
ويؤيد ما دلت عليه الاية والحديث ، أحاديث خاصة وردت في انتفاع الوالد بعمل ولده الصالح كالصدقة والصيام والعتق ونحوه ، وهي هذه :
الاول :عن عائشة رضي الله عنها.( أن رجلا قال:إن أمي افتلتت [9]نفسها[ ولم توص] ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها [ ولي أجر ] ؟ قال : نعم ، [ فتصدق عنها] ) .أخرجه البخاري (3/198،5/399-400) ومسلم (3/81،5/73) ومالك في (الموطأ ) (2/228) وأبو داود (2/15) والنسائي (2/129) وابن ماجه (2/160) والبيهقي (4/62،6/277-278) وأحمد (6/51) .
والسياق للبخاري في إحدى روايتيه ، والزيادة الاخيرة له في الرواية الاخرى ،وابن ماجه ، وله الزيادة الثانية ،ولمسلم الاولى .
الثاني :عن ابن عباس رضي الله عنه.( أن سعد بن عبادة-أخا بني ساعدة-توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت ،وأنا غائب عنها ،فهل ينفعها إن تصدقت بشئ عنها ؟قال :نعم ،قال :فإني أشهدك أن حائط المخراف [10]صدقة عليها) .أخرجه البخاري (5/297،301،307) وأبو داود (2/15) والنسائي (2/130) والترمذي (2/25) والبيهقي (6/278) وأحمد (3080-3504-3508) والسياق له
الثالث : عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أنه رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ؟ قال : نعم ) . أخرجه مسلم (5/73) والنسائي (2/129) وابن ماجه (2/160) والبيهقي (6/278) وأحمد (2/371 ) .
الرابع : عن عبد الله بن عمرو : ( أن العاص بن وائل السهمي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة ، فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة ، وأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية ، قال : حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن أبي أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة ، وإن هشاما أعتق عنه خمسين ، وبقيت عليه خمسون ،أفأعتق عنه؟فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لو كان مسلما فأعتقتم أو تصدقتم عنه، أو حججتم عنه بلغه ذلك ،(وفي رواية): فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ) [11]. (أخرجه أبو داود في آخر(الوصايا)(2/15)والبيهقي(6/279)والسياق له،وأحمد(رقم 6704)والرواية الاخرى له،وإسنادهم حسن.
خامسا : ما خلفه من يعده من آثار صالحة وصدقات جارية ، لقوله تبارك وتعالى :{ ونكتب ما قدموا وآثارهم } ، وفيه أحاديث :
الاول :عن ابي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الانسان انقطع عنه عمله [12]إلا من ثلاثة [أشياء] ،إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به ،أو ولد صالح [13] يدعو له ).أخرجه مسلم (5/73)والسياق له والبخاري في(الادب المفرد) (ص وأبو داود (2/15) والنسائي (2/129) والطحاوي في ( المشكل ) (1/85) والبيهقي(6/278) وأحمد (2/372) ، والزيادة لابي داود والبيهقي .
الثاني :عن أبي قتادة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير ما يخلف الرجل من بعده ثلاث : ولد صالح يدعو له ،وصدقة تجري يبلغه أجرها ،وعلم يعمل به من بعده ).أخرجه ابن ماجه (1/106)وابن حبان في ( صحيحه )(رقم 84،85) والطبراني في (المعجم الصغير) (ص79)وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1/15)وإسناده صحيح كما قال المنذري في (الترغيب)(1/58)
الثالث :عن أبي هريرة أيضا قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ،علما علمه ونشره .وولدا صالحا تركه ،ومصحفا ورثه ،أو مسجدا بناه ،أو بيتا لابن السبيل بناه ،أو نهرا أجراه ،أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ).أخرجه ابن ماجه ( 1/106) بإسناد حسن ، ورواه ابن خزيمة في ( صحيحه ) أيضا والبيهقي كما قال المنذري .
الرابع :عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار،فجاءه أقوام حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء،متقلدي السيوف ،[ وليس عليهم أزر ولا شئ غيرها ] عامتهم من مضر،بل كلهم من مضر ، فتمعر ( وفي رواية : فتغير - ومعناهما واحد ) وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة ، فدخل،ثم خرج،فأمر بلالا فأذن وصلى [ الظهر ، ثم صعد منبرا صغيرا ] ، ثم خطب [ فحمد الله وأثنى عليه ] فقال : [ أما بعد فإن الله أنزل في كتابه ] :{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ،وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام،إن الله كان عليكم رقيبا } ، والاية التي في ( الحشر ) : { ويا أيها الذين آمنوا }اتقوا الله ولتنظر ننسى ما قدمت لغد واتقوا الله ، إن الله خبير بما تعملون . { ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون . لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ،أصحاب الجنة هم الفائزون } . تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة ] ، تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، [ من شعيره ] ، من صاع تمره ، حتى قال : [ ولا يحقرن أحدكم شيئا من الصدقة ] ،ولو بشق تمرة،[ فأبطؤوا حتى بان في وجهه الغضب ]،قال :فجاء رجل من الانصار بصرة [من ورق ( وفي رواية : من ذهب ) ] كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت [ فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره ] [ فقال : يا رسول الله هذه في سبيل الله ] ،[ فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ] ، [قام أبو بكر فأعطى ،ثم قام عمر فأعطى،ثم قام المهاجرون والانصار فأعطوا]، ثم تتابع الناس [ في الصدقات ] ، [ فمن ذي دينار ، ومن ذي درهم ، ومن ذي ، ومن ذي ] حتى رأيت كومين من طعام وثياب،حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها ، و [مثل] أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ ، ومن سن سنة في الاسلام سيئة كان عليه وزرها.و[مثل] وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ ، [ ثم تلى هذه الاية : { ونكتب ما قدموا وآثارهم}] ، [ قال : فقسمه بينهم ] ) .أخرجه مسلم (3/88،89،8/61،62) والنسائي (1/ 355،356) والدارمي(1/126،127) والطحاوي . في ( المشكل ) (1/93،97)والبيهقي (4/175،176) والطيالسي (670) وأحمد (4/357،358،359،360،361،362) وابن أبي حاتم أيضا في ( تفسيره ) ، كما في ابن كثير (3/565) والزيادة التي قبل الاخيرة له ، وإسنادها صحيح ، وللترمذي (3/377) وصححه وابن ماجه (1/90) الجملتان اللتان قبل الزيادة المشار إليها مع الزيادتين فيهما .
وأما الزيادة الاولى فهي للبيهقي ،وما بعدها إلى الرابعة له ولمسلم ، والخامسه حتى الثامنة للبيهقي ، وعند الطيالسي الخامسة ، والتاسعة للدارمي وأحمد ، ولمسلم نحوها وكذا الطيالسي وأحمد أيضا ، والعاشرة والثانية عشر والخامسة عشر والتاسعة عشر للبيهقي ، والحادية عشر والسابعة عشر للطحاوي وأحمد ، والرابعة عشر للطيالسي ، والسادسة عشر والسابعة عشر لمسلم والترمذي وأحمد وغيرهم . والرواية الثانية للنسائي والبيهقي : والثالثة للطحاوي وأحمد
________________________________________
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:55 pm من طرف قدوتي رسولي
» ما هو سرّ الصلاة ؟ و تمثيل لذلك
الأربعاء يناير 25, 2012 12:46 pm من طرف أنفال
» اقروا هذا الدعاء
الجمعة يوليو 29, 2011 8:44 pm من طرف التائبة لله
» ,,,,,,قصه وحكمه,,,,,,,,
السبت مارس 12, 2011 2:17 am من طرف بسمة أمل
» أخيتي اني أحبك في الله
السبت مارس 12, 2011 1:42 am من طرف بسمة أمل
» فصل: وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:05 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في داء الاستسقاء وعلاجه
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:03 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معالجة المرضى بترك إعطائهم ما يكرهونه
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:02 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج يبس الطبع
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:00 am من طرف ابو دحام
» في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج ذات الجنب
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:59 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج المرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:57 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الخدران الكلي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:56 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الأورام
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:54 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحمية
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:52 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في علاج الحمى
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:50 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في علاج استطلاق البطن
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:49 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في العلاج بشرب العسل، والحجامة، والكي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:47 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قطع العروق والكي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:45 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج عرق النسا
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:43 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:40 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:40 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الصرع
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:36 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج البثرة
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:34 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الأبدان
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:33 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:30 am من طرف ابو دحام
» فصل: وأما الحجامة
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:28 am من طرف ابو دحام
» من فوائد الصلاة القرب من الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:59 am من طرف ابو دحام
» عبودية السجود
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:56 am من طرف ابو دحام
» عبودية الركوع
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:54 am من طرف ابو دحام
» عبودية الجلوس للتشهد و معنى التحيات
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:52 am من طرف ابو دحام
» عبودية التكبير " الله أكبر ".
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:50 am من طرف ابو دحام
» سرّ الصلاة الإقبال على الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:48 am من طرف ابو دحام
» حال العبد في الفاتحة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:47 am من طرف ابو دحام
» تشبيه القلب بالأرض
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:44 am من طرف ابو دحام
» الكلام عن الوضوء
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:38 am من طرف ابو دحام
» القلوب ثلاثةٌ
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:35 am من طرف ابو دحام
» قبس من دعاء الصالحين
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:26 am من طرف أبو الوليد
» إطعام الطعام للمساكين
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:25 am من طرف أبو الوليد
» إصلاح الصيام
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:24 am من طرف أبو الوليد
» الإلحاح وكثرة الدعاء بذلك
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:24 am من طرف أبو الوليد
» ارم بسهم في سبيل الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:23 am من طرف أبو الوليد
» الذب عن عرض أخيك المسلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:22 am من طرف أبو الوليد
» القرض الحسن أو أن تعطي أخاك شيئًا يتزود به للمعاش وهداية التائه الضال
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:21 am من طرف أبو الوليد
» الطواف بالبيت سبعة أشواط وصلاة ركعتين بعدها
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:20 am من طرف أبو الوليد
» الإكثار من هذا الذكر في اليوم والليلة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:19 am من طرف أبو الوليد
» التسبيح والتحميد مائة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:19 am من طرف أبو الوليد
» الوصية بهذه الذكر في أذكار الصباح والمساء
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:18 am من طرف أبو الوليد
» التكبير مائة قبل طلوع الشمس
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:17 am من طرف أبو الوليد
» اللهج بهذا الذكر العظيم بعد صلاة الفجر
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:16 am من طرف أبو الوليد
» الجلوس للذكر من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:16 am من طرف أبو الوليد
» إحسان تربية البنات أو الأخوات
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:15 am من طرف أبو الوليد
» سماحة الأخلاق
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:14 am من طرف أبو الوليد
» مشي الخطوات في سبيل الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:13 am من طرف أبو الوليد
» البكاء من خشية الله تعالى
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:12 am من طرف أبو الوليد
» المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:12 am من طرف أبو الوليد
» المحافظة على صلاتي الفجر والعصر
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:11 am من طرف أبو الوليد
» إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:09 am من طرف أبو الوليد
» الإخلاص ----------
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:09 am من طرف أبو الوليد
» الصلاة قرة عيون المحبين و هدية الله للمؤمنين(1
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:45 am من طرف ابو دحام
» من عبد الله بن حذافة الى شباب المسلمين
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:41 am من طرف أبو الوليد
» القلب ييبس إذا خلا من توحيد الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:41 am من طرف ابو دحام
» بسمة أمل و بصمة العمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:53 am من طرف أبو الوليد
» أجمل قصيدة حب
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:48 am من طرف أبو الوليد
» أستغفر الله من ذنب يؤرقنى
الثلاثاء مارس 01, 2011 8:48 pm من طرف حنين الحاج
» دموع التائبين
الإثنين فبراير 28, 2011 9:08 pm من طرف حنين الحاج
» الفوائد المترتبة على التقوى
الإثنين فبراير 28, 2011 8:39 pm من طرف حنين الحاج
» الحجب العشر بين العبد وبين الله
الإثنين فبراير 28, 2011 8:28 pm من طرف حنين الحاج
» اتنفس غيابك
الإثنين فبراير 28, 2011 8:14 pm من طرف حنين الحاج
» اربعون حديثا قدسيا واربعون حديثا فى الاذكار
الإثنين فبراير 28, 2011 5:28 pm من طرف حنين الحاج
» اختاه ...ابتعدى
الإثنين فبراير 28, 2011 5:19 pm من طرف حنين الحاج
» الحاسد...............
الإثنين فبراير 28, 2011 5:11 pm من طرف حنين الحاج
» صامت لو تكلم ...............
الإثنين فبراير 28, 2011 4:38 pm من طرف حنين الحاج
» مأجور يالى نشيد جميل عن الفراق
الإثنين فبراير 28, 2011 4:24 pm من طرف حنين الحاج
» كان عندك هم ...........
الإثنين فبراير 28, 2011 4:19 pm من طرف حنين الحاج
» قصة العابد وامه
الإثنين فبراير 28, 2011 4:16 pm من طرف حنين الحاج
» الدين النصيحة
الإثنين فبراير 28, 2011 5:30 am من طرف أبو الوليد
» فضل حفظ القرآن الكريم
الإثنين فبراير 28, 2011 5:29 am من طرف أبو الوليد
» مبحث الكبائر من الذنوب.
الإثنين فبراير 28, 2011 5:28 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق - 3 -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:26 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق - 2-
الإثنين فبراير 28, 2011 5:25 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق
الإثنين فبراير 28, 2011 5:24 am من طرف أبو الوليد
» الغُسُل - - - -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:18 am من طرف أبو الوليد
» الحيض والاستحاضة والنفاس
الإثنين فبراير 28, 2011 5:17 am من طرف أبو الوليد
» التيمم- - -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:16 am من طرف أبو الوليد
» تلقين المحتضر
الإثنين فبراير 28, 2011 5:13 am من طرف أبو الوليد
» تنبيهان-----
الإثنين فبراير 28, 2011 5:12 am من طرف أبو الوليد
» بدع الجنائز
الإثنين فبراير 28, 2011 5:08 am من طرف أبو الوليد
» ما يحرم عند القبور
الإثنين فبراير 28, 2011 5:07 am من طرف أبو الوليد
» زيارة القبور
الإثنين فبراير 28, 2011 5:06 am من طرف أبو الوليد
» التعزية-----
الإثنين فبراير 28, 2011 5:04 am من طرف أبو الوليد