الأوقات والأحوال والأماكن التي يمتاز الدعاء فيها على غيرها
فالأوقات: يوم عرفة وليلة القدر ويوم الجمعة وليلتها وجوف الليل الآخر ووقت السحر
أما يوم عرفة
265 فلحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: خير الدعاء دعاء يوم عرفة
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
وأما ليلة القدر
266 فلحديث عائشة رضي الله عنها قلت يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
وأما يوم الجمعة وليلتها
267 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ويسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
268 - وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أسمعت أباك يحدث عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنتهي الصلاة
رواه مسلم وأبو داود وقال يعني على المنبر
أبو بردة اسمه عامر ويقال الحارث وقيل اسمه كنيته
269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فكان فيما حدثته أني قلت له قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجس والإنس وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فقال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال وقرأ كعب التوراة فقال صدق رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس يشك أيتهما قال
قال أبو هريرة رضي الله عنه ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة قال فقلت له قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقال عبد الله بن سلام كذب كعب فقلت نعم ثم قرأ كعب التوراة فقال بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة فقلت له أخبرني بها ولا تضنن علي فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة رضي الله عنه وكيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ألم يقل رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ من جلس مجلسا يتنظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي فقال أبو هريرة فقلت بلى فقال فهو ذاك
رواه مالك في الموطأ وهذا لفظه وأبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي صحيح
وقوله مصيخة أي مستمعة مقبلة وقال مالك مشفقة وقوله كذب أي أخطأ وسماه كذبا لأنه يشبهه في أنه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق وهو معروف من كلام العرب موجود في أشعارهم كثيرا وقوله ولا تضنن هو بفتح التاء وسكون الضاد وفتح النون الأولى وسكون الثانية بمعنى لا تبخل ومنه قوله تعالى:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ [التكوير : 24} على إحدى القراءتين أي ببخيل
270 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه
271 - وعن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه قالوا يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أية ساعة هي قال هي حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
وقد اختلف في ساعة الإجابة أي وقت هي من يوم الجمعة على أقوال أحدها أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة لحديث أبي موسى المتقدم وهو صريح وحديث صحيح فلا تعدل عنه إلى غيره وقد روى البيهقي بسنده عن مسلم رحمه الله أنه قال هذا الحديث أجود حديث وأصحه في بيان ساعة الجمعة
الثاني: أنها من حين تقام الصلاة إلى السلام منها لحديث عمرو بن عوف المذكور في آخر الأحاديث
الثالث: أنها بعد العصر إلى غروب الشمس لحديث جابر السابق وحكاه أبو عمر بن عبد البر واستدل له بحديثين أحدهما عن أبي سلمة والآخر عن أنس وقال كان سعيد بن جبير إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يتكلم إلى غروب الشمس وسئل أبو هريرة عنها فقال هي بعد العصر قال فكان طاووس إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يكلم أحدا ولم يلتفت مشغولا بالدعاء والذكر حتى تغرب الشمس
وقال الترمذي ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى غروب الشمس وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد أكره الحديث في الساعة التي يرجى فيها قبول الدعوة إنها بعد صلاة العصر وترجى بعد زوال الشمس
الرابع: آخر ساعة من يوم الجمعة لحديث عبد الله بن سلام وإلى هذا القول مال ابن عبد البر وقال قول عبد الله بن سلام أثبت شيء فيها وهو قول أبي هريرة وكعب ألا ترى إلى رجوع أبي هريرة رضي الله عنه إلى قوله وسكوته عنه لما لزمه من المعارضة بأن منتظر الصلاة في صلاة وقد روى بنحو قول عبد الله ابن سلام أحاديث مرفوعة.
وقال بعض أهل اللغة إن قائما قد يكون بمعنى مقيما؛ قالوا: ومن ذلك قوله تعالى:{وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً[آل عمران : 75} أي مقيما.
وقال الطرطوشي: هذا القول في نفسي أقوى وإن كان القياس لا يدخل في شيء من ذلك واستدل بهذا الحديث وبما رواه مسلم والنسائي من حديث أبي هريرة أن الله خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل قال فهذا يفيدك غلبة الظن في شرف هذه الساعة وذهب أبو ذر الغفاري إلى أنها بعد زيغ الشمس بيسير إلى ذراع وقد روي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا زالت الشمس وفاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين ثم تلا:{فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً[الإسراء:25}
ويحتمل أنها تدور في أيام الجمع على الأوقات المذكورة في الأحاديث فيوما تكون ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ويوما حين تقام الصلاة إلى السلام ويوما تكون فيما بين العصر إلى غروب الشمس ويوما تكون في آخر ساعة ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن ذلك في أوقات متفرقة فأجاب عن ذلك بما أجاب ورأيت غير واحد من الأئمة جنح إلى هذا والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك
وقد قيل إنها مبهمة في جميع اليوم حكمة من الله تعالى ليعكف الداعي على مراقبتها ويجتهد في الدعاء في جميع اليوم كما قيل في ليلة القدر والصلاة الوسطى والاسم الأعظم وساعة الإجابة في الليل وهذا القول ضعيف لتعيين وقتها والتصريح به في الأحاديث المتقدمة والله أعلم
وقد تقدم في هذا الْبَاب في ترجمة تحري الأوقات الفاضلة من حديث ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال أخي يعقوب لبنيه عليهم السلام:{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ[يوسف:98} يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة
وأما جوف الليل ووقت السحر
272 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
رواه الجماعة وزاد النسائي وابن ماجه حتى يطلع الفجر وزاد ابن ماجه فلذلك كانوا يستحبون صلاة آخر الليل الْاَوَّل وفي رواية لمسلم إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الْاَوَّل وفي رواية أخرى إذا ذهب شطر الليل أو ثلثاه وقد تقدم الحديث في أول الْبَاب الأول
273 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن
رواه أبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
274 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلنا يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن قال وقد روي عن أبي ذر الغفاري وابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى ونحو هذا
والأحوال بين الأذان والإقامة - وعند النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر وفي السجود ودبر الصلوات المكتوبات وعقب تلاوة القرآن وختمه وفي مجالس الذكر واجتماع المسلمين وصياح الديكة والحضور عِنْدَ الميت
أما بين الأذان والإقامة
275 فلما روي عن أنس رضي الله عنه قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة
رواه أبو داود والنسائي والترمذي ولفظهم سواء وقال الترمذي حديث حسن وأخرجه ابن حبان في صحيحه بمعناه
276 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إن المؤذنين يفضلوننا فقَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد إلا عِنْدَ النسائي تعط
وقد تقدم في ترجمة تحري الأوقات من الْبَاب الثَّالِث حديث أبي أمامة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء
وأما عِنْدَ النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر
277 فلما روي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: ثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء عِنْدَ النداء - وعند البأس حين يلحم بعضه بعضا وفي رواية عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقت المطر
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك بهذا اللفظ وأخرج ابن حبان المتن الْاَوَّل فقط
وقال سهل ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء بالصلاة والصف في سبيل الله تعالى
رواه مالك في الموطأ موقوفا ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله يلحم هو بالحاء المهملة قال الهروي يقال ألحم الرجل واستلحم إذا نشب في الحرب فلم يجد مخلصا ولحم إذا قتل فهو ملحوم ولحيم
وأما السجود
278 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء
رواه مسلم وأبو داود والنسائي بهذا اللفظ
وقد تقدم في الْبَاب الثَّالِث من حديث ابن عباس أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
وأما دبر الصلوات المكتوبات
لحديث أبي أمامة المتقدم في هذا الْبَاب: قلنا: يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر ودبر كل صلاة مكتوبة
وأما عقب تلاوة القرآن وختمه
279 فلما روي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يسألون به الناس
رواه الترمذي وقال حديث حسن
280 - وعن الحكم بن عتيبة قال كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي وإلى سلمة بن كهيل فقالوا إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا إنه كان يقال إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عِنْدَ خاتمته أو حضرت الرحمة عِنْدَ خاتمته
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند صحيح
281 - وعن قتادة قال كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند جيد
وأما مجالس الذكر
فلحديث أبي هريرة المتقدم في الْبَاب الْاَوَّل أن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله حفوهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا وأن الله تعالى يسألهم ما يقول عبادي فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ثم يسألهم عم يسألون وبم يتعوذون فتجيب الملائكة بأنهم يسألون الجنة ويتعوذون من النار فيقول تعالى فاشهدكم أني قد غفرت لهم الحديث بطوله
وأما اجتماع المسلمين
282 فلحديث حفصة بنت سيرين رضي الله عنها قالت كنا نمنع جوارينا أن يخرجن يوم العيد فجاءت امرأة فنزلت فضربني خلف فأتيتها فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه في ست غزوات قالت فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى فقالت يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال تلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت حفصة فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها أسمعت في كذا وكذا قالت نعم بأبي وقلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إلا قالت أبي قال ليخرج العواتق ذوات الخدور أو قال العواتق وذوات الخدور والحيض فيعتزل الحيض المصلى وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت فقلت لها الحيض فقالت نعم أليس الحائض تشهد عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا
رواه الجماعة
وفي رواية الخمسة دعوة المسلمين
الجلباب بكسر الجيم هو الملاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها وقيل هو الخمار وقال ابن الأعرابي هو الإزار وقال شميل هو ثوب أقصر من الخمار وأعرض من المقنعة تغطي به المرأة رأسها والعاتق والعاتق قال الصاغاني أي شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج وقال ابن الأعرابي إنما سميت عاتقا لأنها عتقت من الصبي وبلغت أن تتزوج
وقد تقدم في ترجمة التأمين من الْبَاب الثَّالِث من حديث حبيب بن مسلمة أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعض إلا أجابهم الله
وأما صياح الديكة
283 فلحديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: إذا صاح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا
رواه الجماعة إلا ابن ماجه قال القاضي عياض رحمه الله سبب الدعاء رجاء تأمين الملائكة
وأما عِنْدَ حضور الميت
284 فلحديث أم سلمة رضي الله عنها قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون الحديث
رواه الجماعة إلا البخاري ولفظ أبي داود إذا حضرتم الميت من غير شك ولذلك رواه الحاكم في المستدرك من حديث شداد بن أوس إذا حضرتم الميت وقال فيه فإن الملائكة يؤمنون على دعاء أهل البيت
وأما الأماكن
285 فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات شق ذلك عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
286 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى على الصفا فوحد الله وكبر وهلله ثم دعا بين ذلك وفعل على المروة كما فعل على الصفا الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
287 - وعن ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكن سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال هذه القيلة قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال بل في كل قبلة من البيت
رواه مسلم والنسائي
قبل البيت بضم القاف والباء ويجوز تسكين الباء قيل معناه ما استقبل منه وفي رواية صحيحة فصلى ركعتين في وجه الكعبة وهذا هو المراد بقبلها ومعناه عِنْدَ بابها
وابن جريج هو عبدالملك بن عبد العزيز بن جريج
288 - وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول ما بين الركنين:{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة : 201]
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
289 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة فسمعته يدعو على الأحزاب يقول اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم
رواه ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في ترجمة استقبال القبلة من الْبَاب الثَّالِث في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر
وقال الحسن البصري رحمه الله في "رسالته المشهورة إلى أهل مكة": إن الدعاء مستجاب هناك في خمسة عَشَرَموضعا:
في الطواف - وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت - وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي المزدلفة وفي منى - وعند الجمرات الثلاث.
فالأوقات: يوم عرفة وليلة القدر ويوم الجمعة وليلتها وجوف الليل الآخر ووقت السحر
أما يوم عرفة
265 فلحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: خير الدعاء دعاء يوم عرفة
رواه الترمذي وقال حسن غريب من هذا الوجه
وأما ليلة القدر
266 فلحديث عائشة رضي الله عنها قلت يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي واللفظ له حسن صحيح
وأما يوم الجمعة وليلتها
267 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ذكر يوم الجمعة فقال فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي ويسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها
رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه
268 - وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال لي عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أسمعت أباك يحدث عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنتهي الصلاة
رواه مسلم وأبو داود وقال يعني على المنبر
أبو بردة اسمه عامر ويقال الحارث وقيل اسمه كنيته
269 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فكان فيما حدثته أني قلت له قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجس والإنس وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فقال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة قال وقرأ كعب التوراة فقال صدق رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
قال أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد إيلياء أو بيت المقدس يشك أيتهما قال
قال أبو هريرة رضي الله عنه ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة قال فقلت له قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقال عبد الله بن سلام كذب كعب فقلت نعم ثم قرأ كعب التوراة فقال بل هي في كل جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام قد علمت أية ساعة هي قال أبو هريرة فقلت له أخبرني بها ولا تضنن علي فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة رضي الله عنه وكيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي وتلك ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ألم يقل رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ من جلس مجلسا يتنظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي فقال أبو هريرة فقلت بلى فقال فهو ذاك
رواه مالك في الموطأ وهذا لفظه وأبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقال الترمذي صحيح
وقوله مصيخة أي مستمعة مقبلة وقال مالك مشفقة وقوله كذب أي أخطأ وسماه كذبا لأنه يشبهه في أنه ضد الصواب كما أن الكذب ضد الصدق وهو معروف من كلام العرب موجود في أشعارهم كثيرا وقوله ولا تضنن هو بفتح التاء وسكون الضاد وفتح النون الأولى وسكون الثانية بمعنى لا تبخل ومنه قوله تعالى:{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ [التكوير : 24} على إحدى القراءتين أي ببخيل
270 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر
رواه أبو داود والنسائي وهذا لفظه
271 - وعن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه قالوا يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أية ساعة هي قال هي حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها
رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي واللفظ له حسن غريب
وقد اختلف في ساعة الإجابة أي وقت هي من يوم الجمعة على أقوال أحدها أنها ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة لحديث أبي موسى المتقدم وهو صريح وحديث صحيح فلا تعدل عنه إلى غيره وقد روى البيهقي بسنده عن مسلم رحمه الله أنه قال هذا الحديث أجود حديث وأصحه في بيان ساعة الجمعة
الثاني: أنها من حين تقام الصلاة إلى السلام منها لحديث عمرو بن عوف المذكور في آخر الأحاديث
الثالث: أنها بعد العصر إلى غروب الشمس لحديث جابر السابق وحكاه أبو عمر بن عبد البر واستدل له بحديثين أحدهما عن أبي سلمة والآخر عن أنس وقال كان سعيد بن جبير إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يتكلم إلى غروب الشمس وسئل أبو هريرة عنها فقال هي بعد العصر قال فكان طاووس إذا صلى العصر يوم الجمعة لم يكلم أحدا ولم يلتفت مشغولا بالدعاء والذكر حتى تغرب الشمس
وقال الترمذي ورأى بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الساعة التي ترجى بعد العصر إلى غروب الشمس وبه يقول أحمد وإسحاق وقال أحمد أكره الحديث في الساعة التي يرجى فيها قبول الدعوة إنها بعد صلاة العصر وترجى بعد زوال الشمس
الرابع: آخر ساعة من يوم الجمعة لحديث عبد الله بن سلام وإلى هذا القول مال ابن عبد البر وقال قول عبد الله بن سلام أثبت شيء فيها وهو قول أبي هريرة وكعب ألا ترى إلى رجوع أبي هريرة رضي الله عنه إلى قوله وسكوته عنه لما لزمه من المعارضة بأن منتظر الصلاة في صلاة وقد روى بنحو قول عبد الله ابن سلام أحاديث مرفوعة.
وقال بعض أهل اللغة إن قائما قد يكون بمعنى مقيما؛ قالوا: ومن ذلك قوله تعالى:{وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً[آل عمران : 75} أي مقيما.
وقال الطرطوشي: هذا القول في نفسي أقوى وإن كان القياس لا يدخل في شيء من ذلك واستدل بهذا الحديث وبما رواه مسلم والنسائي من حديث أبي هريرة أن الله خلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل قال فهذا يفيدك غلبة الظن في شرف هذه الساعة وذهب أبو ذر الغفاري إلى أنها بعد زيغ الشمس بيسير إلى ذراع وقد روي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا زالت الشمس وفاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين ثم تلا:{فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً[الإسراء:25}
ويحتمل أنها تدور في أيام الجمع على الأوقات المذكورة في الأحاديث فيوما تكون ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة ويوما حين تقام الصلاة إلى السلام ويوما تكون فيما بين العصر إلى غروب الشمس ويوما تكون في آخر ساعة ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل عن ذلك في أوقات متفرقة فأجاب عن ذلك بما أجاب ورأيت غير واحد من الأئمة جنح إلى هذا والله تعالى أعلم بحقيقة ذلك
وقد قيل إنها مبهمة في جميع اليوم حكمة من الله تعالى ليعكف الداعي على مراقبتها ويجتهد في الدعاء في جميع اليوم كما قيل في ليلة القدر والصلاة الوسطى والاسم الأعظم وساعة الإجابة في الليل وهذا القول ضعيف لتعيين وقتها والتصريح به في الأحاديث المتقدمة والله أعلم
وقد تقدم في هذا الْبَاب في ترجمة تحري الأوقات الفاضلة من حديث ابن عباس قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال أخي يعقوب لبنيه عليهم السلام:{سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ[يوسف:98} يقول: حتى تأتي ليلة الجمعة
وأما جوف الليل ووقت السحر
272 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
رواه الجماعة وزاد النسائي وابن ماجه حتى يطلع الفجر وزاد ابن ماجه فلذلك كانوا يستحبون صلاة آخر الليل الْاَوَّل وفي رواية لمسلم إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الْاَوَّل وفي رواية أخرى إذا ذهب شطر الليل أو ثلثاه وقد تقدم الحديث في أول الْبَاب الأول
273 - وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أقرب ما يكون العبد من الرب في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن
رواه أبو داود والنسائي والترمذي والحاكم في المستدرك واللفظ للترمذي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
274 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال قلنا يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات
رواه الترمذي والنسائي واللفظ للترمذي وقال هذا حديث حسن قال وقد روي عن أبي ذر الغفاري وابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال جوف الليل الآخر الدعاء فيه أفضل وأرجى ونحو هذا
والأحوال بين الأذان والإقامة - وعند النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر وفي السجود ودبر الصلوات المكتوبات وعقب تلاوة القرآن وختمه وفي مجالس الذكر واجتماع المسلمين وصياح الديكة والحضور عِنْدَ الميت
أما بين الأذان والإقامة
275 فلما روي عن أنس رضي الله عنه قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة
رواه أبو داود والنسائي والترمذي ولفظهم سواء وقال الترمذي حديث حسن وأخرجه ابن حبان في صحيحه بمعناه
276 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا قال يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إن المؤذنين يفضلوننا فقَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه
رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظهم واحد إلا عِنْدَ النسائي تعط
وقد تقدم في ترجمة تحري الأوقات من الْبَاب الثَّالِث حديث أبي أمامة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: إذا نادى المنادي فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء
وأما عِنْدَ النداء بالصلاة والصف في سبيل الله ووقت المطر
277 فلما روي عن سهل بن سعد رضي الله عنهما قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: ثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء عِنْدَ النداء - وعند البأس حين يلحم بعضه بعضا وفي رواية عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وقت المطر
رواه أبو داود والحاكم في المستدرك بهذا اللفظ وأخرج ابن حبان المتن الْاَوَّل فقط
وقال سهل ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء بالصلاة والصف في سبيل الله تعالى
رواه مالك في الموطأ موقوفا ورواه ابن حبان في صحيحه مختصرا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقوله يلحم هو بالحاء المهملة قال الهروي يقال ألحم الرجل واستلحم إذا نشب في الحرب فلم يجد مخلصا ولحم إذا قتل فهو ملحوم ولحيم
وأما السجود
278 فلما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء
رواه مسلم وأبو داود والنسائي بهذا اللفظ
وقد تقدم في الْبَاب الثَّالِث من حديث ابن عباس أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
وأما دبر الصلوات المكتوبات
لحديث أبي أمامة المتقدم في هذا الْبَاب: قلنا: يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر ودبر كل صلاة مكتوبة
وأما عقب تلاوة القرآن وختمه
279 فلما روي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يسألون به الناس
رواه الترمذي وقال حديث حسن
280 - وعن الحكم بن عتيبة قال كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي وإلى سلمة بن كهيل فقالوا إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا إنه كان يقال إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عِنْدَ خاتمته أو حضرت الرحمة عِنْدَ خاتمته
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ورواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند صحيح
281 - وعن قتادة قال كان أنس بن مالك رضي الله عنه إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا رواه أبو بكر بن أبي داود في كتاب المصاحف بسند جيد
وأما مجالس الذكر
فلحديث أبي هريرة المتقدم في الْبَاب الْاَوَّل أن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله حفوهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا وأن الله تعالى يسألهم ما يقول عبادي فيقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ثم يسألهم عم يسألون وبم يتعوذون فتجيب الملائكة بأنهم يسألون الجنة ويتعوذون من النار فيقول تعالى فاشهدكم أني قد غفرت لهم الحديث بطوله
وأما اجتماع المسلمين
282 فلحديث حفصة بنت سيرين رضي الله عنها قالت كنا نمنع جوارينا أن يخرجن يوم العيد فجاءت امرأة فنزلت فضربني خلف فأتيتها فحدثت أن زوج أختها غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة فكانت أختها معه في ست غزوات قالت فكنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى فقالت يا رَسُوْلَ اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ على إحدانا بأس إذا لم يكن لها جلباب أن لا تخرج فقال تلبسها صاحبتها من جلبابها فليشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت حفصة فلما قدمت أم عطية أتيتها فسألتها أسمعت في كذا وكذا قالت نعم بأبي وقلما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم إلا قالت أبي قال ليخرج العواتق ذوات الخدور أو قال العواتق وذوات الخدور والحيض فيعتزل الحيض المصلى وليشهدن الخير ودعوة المؤمنين قالت فقلت لها الحيض فقالت نعم أليس الحائض تشهد عرفات وتشهد كذا وتشهد كذا
رواه الجماعة
وفي رواية الخمسة دعوة المسلمين
الجلباب بكسر الجيم هو الملاءة التي تلتحف بها المرأة فوق ثيابها وقيل هو الخمار وقال ابن الأعرابي هو الإزار وقال شميل هو ثوب أقصر من الخمار وأعرض من المقنعة تغطي به المرأة رأسها والعاتق والعاتق قال الصاغاني أي شابة أول ما أدركت فخدرت في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج وقال ابن الأعرابي إنما سميت عاتقا لأنها عتقت من الصبي وبلغت أن تتزوج
وقد تقدم في ترجمة التأمين من الْبَاب الثَّالِث من حديث حبيب بن مسلمة أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعض إلا أجابهم الله
وأما صياح الديكة
283 فلحديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: إذا صاح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا
رواه الجماعة إلا ابن ماجه قال القاضي عياض رحمه الله سبب الدعاء رجاء تأمين الملائكة
وأما عِنْدَ حضور الميت
284 فلحديث أم سلمة رضي الله عنها قال قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون الحديث
رواه الجماعة إلا البخاري ولفظ أبي داود إذا حضرتم الميت من غير شك ولذلك رواه الحاكم في المستدرك من حديث شداد بن أوس إذا حضرتم الميت وقال فيه فإن الملائكة يؤمنون على دعاء أهل البيت
وأما الأماكن
285 فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال اللهم عليك بقريش ثلاث مرات شق ذلك عليهم قال وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة
رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
286 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى على الصفا فوحد الله وكبر وهلله ثم دعا بين ذلك وفعل على المروة كما فعل على الصفا الحديث
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه
287 - وعن ابن جريج قال قلت لعطاء أسمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال لم يكن ينهى عن دخوله ولكن سمعته يقول أخبرني أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فلما خرج ركع في قبل البيت ركعتين وقال هذه القيلة قلت له ما نواحيها أفي زواياها قال بل في كل قبلة من البيت
رواه مسلم والنسائي
قبل البيت بضم القاف والباء ويجوز تسكين الباء قيل معناه ما استقبل منه وفي رواية صحيحة فصلى ركعتين في وجه الكعبة وهذا هو المراد بقبلها ومعناه عِنْدَ بابها
وابن جريج هو عبدالملك بن عبد العزيز بن جريج
288 - وعن عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال سمعت رَسُوْل اللهِ صَلًَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يقول ما بين الركنين:{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة : 201]
رواه أبو داود واللفظ له والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم
289 - وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة فسمعته يدعو على الأحزاب يقول اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم
رواه ابن حبان في صحيحه
وقد تقدم في ترجمة استقبال القبلة من الْبَاب الثَّالِث في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعا وكبر
وقال الحسن البصري رحمه الله في "رسالته المشهورة إلى أهل مكة": إن الدعاء مستجاب هناك في خمسة عَشَرَموضعا:
في الطواف - وعند الملتزم وتحت الميزاب وفي البيت - وعند زمزم وعلى الصفا والمروة وفي المسعى وخلف المقام وفي عرفات وفي المزدلفة وفي منى - وعند الجمرات الثلاث.
الثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:55 pm من طرف قدوتي رسولي
» ما هو سرّ الصلاة ؟ و تمثيل لذلك
الأربعاء يناير 25, 2012 12:46 pm من طرف أنفال
» اقروا هذا الدعاء
الجمعة يوليو 29, 2011 8:44 pm من طرف التائبة لله
» ,,,,,,قصه وحكمه,,,,,,,,
السبت مارس 12, 2011 2:17 am من طرف بسمة أمل
» أخيتي اني أحبك في الله
السبت مارس 12, 2011 1:42 am من طرف بسمة أمل
» فصل: وفي ضمن هذه الأحاديث المتقدمة استحباب التداوي
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:05 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في داء الاستسقاء وعلاجه
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:03 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في معالجة المرضى بترك إعطائهم ما يكرهونه
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:02 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج يبس الطبع
الثلاثاء مارس 08, 2011 4:00 am من طرف ابو دحام
» في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج ذات الجنب
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:59 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج المرضى بتطييب نفوسهم وتقوية قلوبهم
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:57 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الخدران الكلي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:56 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الأورام
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:54 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحمية
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:52 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في علاج الحمى
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:50 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في علاج استطلاق البطن
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:49 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه في العلاج بشرب العسل، والحجامة، والكي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:47 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قطع العروق والكي
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:45 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج عرق النسا
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:43 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:40 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج حكة الجسم وما يولد القمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:40 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الصرع
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:36 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج البثرة
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:34 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في علاج الأبدان
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:33 am من طرف ابو دحام
» فصل: في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:30 am من طرف ابو دحام
» فصل: وأما الحجامة
الثلاثاء مارس 08, 2011 3:28 am من طرف ابو دحام
» من فوائد الصلاة القرب من الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:59 am من طرف ابو دحام
» عبودية السجود
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:56 am من طرف ابو دحام
» عبودية الركوع
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:54 am من طرف ابو دحام
» عبودية الجلوس للتشهد و معنى التحيات
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:52 am من طرف ابو دحام
» عبودية التكبير " الله أكبر ".
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:50 am من طرف ابو دحام
» سرّ الصلاة الإقبال على الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:48 am من طرف ابو دحام
» حال العبد في الفاتحة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:47 am من طرف ابو دحام
» تشبيه القلب بالأرض
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:44 am من طرف ابو دحام
» الكلام عن الوضوء
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:38 am من طرف ابو دحام
» القلوب ثلاثةٌ
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:35 am من طرف ابو دحام
» قبس من دعاء الصالحين
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:26 am من طرف أبو الوليد
» إطعام الطعام للمساكين
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:25 am من طرف أبو الوليد
» إصلاح الصيام
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:24 am من طرف أبو الوليد
» الإلحاح وكثرة الدعاء بذلك
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:24 am من طرف أبو الوليد
» ارم بسهم في سبيل الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:23 am من طرف أبو الوليد
» الذب عن عرض أخيك المسلم
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:22 am من طرف أبو الوليد
» القرض الحسن أو أن تعطي أخاك شيئًا يتزود به للمعاش وهداية التائه الضال
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:21 am من طرف أبو الوليد
» الطواف بالبيت سبعة أشواط وصلاة ركعتين بعدها
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:20 am من طرف أبو الوليد
» الإكثار من هذا الذكر في اليوم والليلة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:19 am من طرف أبو الوليد
» التسبيح والتحميد مائة
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:19 am من طرف أبو الوليد
» الوصية بهذه الذكر في أذكار الصباح والمساء
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:18 am من طرف أبو الوليد
» التكبير مائة قبل طلوع الشمس
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:17 am من طرف أبو الوليد
» اللهج بهذا الذكر العظيم بعد صلاة الفجر
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:16 am من طرف أبو الوليد
» الجلوس للذكر من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:16 am من طرف أبو الوليد
» إحسان تربية البنات أو الأخوات
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:15 am من طرف أبو الوليد
» سماحة الأخلاق
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:14 am من طرف أبو الوليد
» مشي الخطوات في سبيل الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:13 am من طرف أبو الوليد
» البكاء من خشية الله تعالى
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:12 am من طرف أبو الوليد
» المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:12 am من طرف أبو الوليد
» المحافظة على صلاتي الفجر والعصر
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:11 am من طرف أبو الوليد
» إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:09 am من طرف أبو الوليد
» الإخلاص ----------
الثلاثاء مارس 08, 2011 2:09 am من طرف أبو الوليد
» الصلاة قرة عيون المحبين و هدية الله للمؤمنين(1
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:45 am من طرف ابو دحام
» من عبد الله بن حذافة الى شباب المسلمين
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:41 am من طرف أبو الوليد
» القلب ييبس إذا خلا من توحيد الله
الثلاثاء مارس 08, 2011 1:41 am من طرف ابو دحام
» بسمة أمل و بصمة العمل
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:53 am من طرف أبو الوليد
» أجمل قصيدة حب
الثلاثاء مارس 08, 2011 12:48 am من طرف أبو الوليد
» أستغفر الله من ذنب يؤرقنى
الثلاثاء مارس 01, 2011 8:48 pm من طرف حنين الحاج
» دموع التائبين
الإثنين فبراير 28, 2011 9:08 pm من طرف حنين الحاج
» الفوائد المترتبة على التقوى
الإثنين فبراير 28, 2011 8:39 pm من طرف حنين الحاج
» الحجب العشر بين العبد وبين الله
الإثنين فبراير 28, 2011 8:28 pm من طرف حنين الحاج
» اتنفس غيابك
الإثنين فبراير 28, 2011 8:14 pm من طرف حنين الحاج
» اربعون حديثا قدسيا واربعون حديثا فى الاذكار
الإثنين فبراير 28, 2011 5:28 pm من طرف حنين الحاج
» اختاه ...ابتعدى
الإثنين فبراير 28, 2011 5:19 pm من طرف حنين الحاج
» الحاسد...............
الإثنين فبراير 28, 2011 5:11 pm من طرف حنين الحاج
» صامت لو تكلم ...............
الإثنين فبراير 28, 2011 4:38 pm من طرف حنين الحاج
» مأجور يالى نشيد جميل عن الفراق
الإثنين فبراير 28, 2011 4:24 pm من طرف حنين الحاج
» كان عندك هم ...........
الإثنين فبراير 28, 2011 4:19 pm من طرف حنين الحاج
» قصة العابد وامه
الإثنين فبراير 28, 2011 4:16 pm من طرف حنين الحاج
» الدين النصيحة
الإثنين فبراير 28, 2011 5:30 am من طرف أبو الوليد
» فضل حفظ القرآن الكريم
الإثنين فبراير 28, 2011 5:29 am من طرف أبو الوليد
» مبحث الكبائر من الذنوب.
الإثنين فبراير 28, 2011 5:28 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق - 3 -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:26 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق - 2-
الإثنين فبراير 28, 2011 5:25 am من طرف أبو الوليد
» كتاب الطلاق
الإثنين فبراير 28, 2011 5:24 am من طرف أبو الوليد
» الغُسُل - - - -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:18 am من طرف أبو الوليد
» الحيض والاستحاضة والنفاس
الإثنين فبراير 28, 2011 5:17 am من طرف أبو الوليد
» التيمم- - -
الإثنين فبراير 28, 2011 5:16 am من طرف أبو الوليد
» تلقين المحتضر
الإثنين فبراير 28, 2011 5:13 am من طرف أبو الوليد
» تنبيهان-----
الإثنين فبراير 28, 2011 5:12 am من طرف أبو الوليد
» بدع الجنائز
الإثنين فبراير 28, 2011 5:08 am من طرف أبو الوليد
» ما يحرم عند القبور
الإثنين فبراير 28, 2011 5:07 am من طرف أبو الوليد
» زيارة القبور
الإثنين فبراير 28, 2011 5:06 am من طرف أبو الوليد
» التعزية-----
الإثنين فبراير 28, 2011 5:04 am من طرف أبو الوليد